دخلت التكنولوجيا الحديثة إلى كل مجالات الحياة وأدت إلى تغيير معايير سوق العمل بشكل عام، لذا على كل شخص، يبحث عن وظيفة، التحلي بالمرونة الكافية والتكيف مع المتغيرات والتطورات التي تحدث؛ وإبراز ذلك في سيرته الذاتية، كي يصبح مرغوبًا فيه من جانب الشركات، لذا عليه السعي المستمر من أجل تطوير ذاته وتعلم مهارات واكتساب خبرات جديدة.
وتوقعت منظمة “المنتدى الاقتصادي العالمي” أنه بحلول، عام 2025، أي في غضون فترة تقل عن 6 أعوام، سوف تختفي 75 مليون فرصة عمل، وسوف تستبدل بـ 133 مليون فرصة جديدة.
ويرجع التطور الذي لحق بسوق العمل إلى ما يُعرف بـ”الأتمتة”، وهي الإعتماد على التكنولوجيا لإتمام الأعمال، ويؤدي ذلك إلى تقليص الإعتماد على البشر، لذا على كل من يبحث عن عمل أن يقوم الآن بتحديث سيرته الذاتية بما يتناسب مع التطورات، وبالتزامن مع ذلك هناك عدة أمور يجب توافرها في السيرة الذاتية التي يقدمها أي منا للحصول على وظيفة، كما أن عليه إبراز عدة جوانب خلال مقابلة العمل.
وذكر المدير التنفيذي لشركة “Hays plc”، الإنكليزية للتوظيف، “أليستير كوكس”، أن الحاجة إلى التكيف مع تغير متطلبات المسؤولين عن الموارد البشرية في الشركات تعد أمرًا طبيعيًا، مشيرًا إلى أنه يجب إضافة عدة أمور للسيرة الذاتية لجذب المسؤولين عن التوظيف، من بينها التالي :
استخدام كلمات مفتاحية دالة..
أوضح الباحث أنه بمجرد إرسال السيرة الذاتية؛ فإنها تمر على عدد من المسؤولين وأجهزة التنقية أيضًا، إذ تلعب “الأتمتة” دورًا بارزًا في اختيار الموظف المناسب لكل وظيفة، ومثال على ذلك أنظمة تتبع مقدم الطلب، (ATS)، التي باتت تستخدم على نحو واسع؛ لأنها توفر طريقة آلية لإدارة عملية التوظيف بدءًا من تلقي الطلبات، لذا على المتقدم أن يستخدم كلمات مفتاحية، ولا يتعلق الأمر باستخدام أسلوب تفصيلي أو المفاخرة، وإنما عليه استخدام عبارات واضحة تدل وتؤكد على أنه قادر على القيام بمهام الوظيفة المتاحة.
إبرز المهارات والقدرة على التكيف مع التطورات..
يعتبر استخدام كلمات دالة أمرًا مهمًا كي تظهر السيرة الذاتية في البحث، كما أنها تسهم في تعريف مسؤولي الشركات بأن المتقدم للوظيفة يمكنه التكيف مع سوق العمل المتغير، ووصف “كوكس”، هذا الأمر، بأنه “العُملة الجديدة” في سوق العمل، وأشار الباحث إلى ضرورة إبراز الجوانب التي تميز المتقدم للوظيفة وإبراز قوته في أداء المهمات المطلوبة، وكذلك قدرته على تعلم مهارات جديدة.
وأوضح الباحث؛ أنه بحسب استطلاع رأي أجري على موقع (لينكيد إن)؛ فإن 57% من قادة الشركات الحاليين يضعون المهارات الاجتماعية أولوية قبل المهارات التقنية.
لذا فإن ذكر قدرتك على الإبداع والتواصل وتحليل البيانات، كلها أمور تثقل كفتك، وكذلك ذكر إمتلاكك لمهارات الإقناع والتكيف مع الظروف المتغيرة وإدارة الوقت والتعاون من الأمور المقدرة.
التركيز على شخصية المتقدم للوظيفة..
يتوقع كثير من الخبراء أن تجتاح الماكينات سوق العمل وتتغلب على العنصر البشري في غضون سنوات مقبلة، نظرًا لدقتها العالية في إتمام المهمات، لكن حتى الآن لم يحدث ذلك بالفعل، لذا يتبقى لديك الكثير من الوقت لإبراز شخصيتك، وما يميزك عن الآخرين.
وينصح “كوكس”؛ بإضافة عناوين حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، وأن تتضمن السيرة الذاتية المرسلة خطاب تقديم، وكذلك يوصي بالحرص على وضع معلومات جوهرية تمكن مسؤول الموارد البشرية من التعرف عن قرب على المهارات التي تجيدها، وخبراتك، ويمكنك تجربة طرق جديدة مثل مقاطع الفيديو أو تقنية الواقع المعزز، واستخدام سيرتك الذاتية من أجل التحدث عن الأمور التي تثير شغفك واهتمامك، وتحثك على مواصلة العمل وتطوير ذاتك.
